الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير السعدي المسمى بـ «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» **
وهي مكية [1 ـ 11] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أقسم الله تبارك وتعالى بالخيل، لما فيها من آيات الله الباهرة، ونعمه الظاهرة، ما هو معلوم للخلق. وأقسم [تعالى] بها في الحال التي لا يشاركها [فيه] غيرها من أنواع الحيوانات، فقال: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} أي: العاديات عدوًا بليغًا قويًا، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في صدرها، عند اشتداد العدو. {فَالْمُورِيَاتِ} بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار {قَدْحًا} أي: تقدح النار من صلابة حوافرهن [وقوتهن] إذا عدون، {فَالْمُغِيرَاتِ} على الأعداء {صُبْحًا} وهذا أمر أغلبي، أن الغارة تكون صباحًا، {فَأَثَرْنَ بِهِ} أي: بعدوهن وغارتهن {نَقْعًا} أي: غبارًا، {فَوَسَطْنَ بِهِ} أي: براكبهن {جَمْعًا} أي: توسطن به جموع الأعداء، الذين أغار عليهم. والمقسم عليه، قوله: فطبيعة [الإنسان] وجبلته، أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق، {وَإِنَّهُ} أي: الإنسان {لِحُبِّ الْخَيْرِ} أي: المال {لَشَدِيدُ} أي: كثير الحب للمال. وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على حق ربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة، ولهذا قال حاثًا له على خوف يوم الوعيد: {أَفَلَا يَعْلَمُ} أي: هلا يعلم هذا المغتر
|