الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
مكث: المُكْثُ: الأَناةُ واللَّبَثُ والانتظار؛ مَكَثَ يَمْكُثُ، ومَكُثَ مَكْثاً ومُكْثاً ومُكوثاً ومَكاثاً ومَكاثةً ومِكِّيثَى؛ عن كراع واللحياني، يمدّ ويقصر. وتَمَكَّثَ: مَكَثَ. والمَكِيثُ: الرَّزينُ الذي لا يَعْجَل في أَمره، وهم المُكَثاءُ والمَكِيثون، ورجل مَكِيثٌ أَي رَزِينٌ؛ قال أَبو المُثَلَّمِ يعاتب صخراً: أَنَسْلَ بَني شِعارَةَ، مَن لِصَخْرٍ *** فإِنِّي عن تَقَفُّرِكم مَكِيثُ قوله: عن تَقَفُّرِكم أَي عن أَن أَقتفي آثاركم، ويروى عن تفقركم أَي أَن أَعْمَلَ بكم فاقِرَةً. والماكِثُ: المُنْتَظِرُ، وإِن لم يكن مَكِيثاً في الرِّزانة. وقول الله عز وجل: فمَكُثَ غير بعيدٍ؛ قال الفراء: قرأَها الناس بالضم، وقرأَها عاصم بالفتح: فمَكَثَ؛ ومعنى غيرَ بعيدٍ أَي غيرَ طويل، من الإِقامة. قال أَبو منصور: اللغة العالية مَكُثَ، وهو نادر؛ ومَكَثَ جائزة وهو القياس. قال: وتَمَكَّثَ إِذا انتَظَر أَمْراً وأَقام عليه، فهو مُتَمَكِّثٌ منتظِر. وتَمَكَّثَ: تَلَبَّث. والمُكْثُ: الإِقامةُ مع الانتظار والتَّلَبُّث في المكان، والاسم المُكْث والمِكْثُ، بضم الميم وكسرها. والمِكِّيثَى مثل الخِصِّيصَى: المُكْثُ. وسار الرجلُ مُتَمَكِّثاً أَي مُتَلَوِّماً. وفي الحديث أَنه توضَّأَ وضوءاً مَكِيثاً أَي بطيئاً مُتأَنّياً غيرَ مستعجل. ورجل مَكِيثٌ: ماكِث. والمَكيثُ أَيضاً: المُقيم الثابت؛ قال كثير: وعَرَّسَ بالسَّكرانِ يَومَين، وارتكَى يَجرُّ، كما جَرَّ المَكِيثُ المُسافرُ
ملث: المَلْثُ: أَن يَعِدَ الرجلُ الرجلَ عِدَةً لا يريد أَن يَفي بها. بن سيده: مَلَثَه يَمْلُثه مَلْثاً: وعده عِدَةً كأَنه يردّه عنها، وليس يَنوي له وفاء. ومَلَثَهُ بكلام: طَيَّبَ به نفْسَه ولا وفاء له؛ ومَلَذَهُ يَمْلُذُه مَلْذاً. والمَلْثُ: اختلاطُ الظُّلمة، وقيل: هو بعدَ السَّدَف. وأَتيته مَلَثَ الظَّلامِ ومَلَسَ الظلام وعند مَلَثِه أَي حين اخْتلط الظلام، ولم يشتدَّ السوادُ جدّاً حتى تقول: أَخوك أَم الذئبُ؟ وذلك عند صلاة المغرب وبعدها؛ وأَنشد الجَندل بن المُثَنَّى الطُّهَوي: ومَنْهَلٍ من الأَنِيس نائي، دَاويتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ، إِذا انغَمَسْنَ مَلَثَ الإِمْساءِ ويُستعمل ظرفاً واسماً غير ظرف. أَبو زيد: مَلَثُ الظلامِ اختلاطُ الضَّوء بالظلمة، وهو عند العشاء وعند طلوع الفجر؛ وقال ابن الأَعرابي: المَلْثَةُ والمَلْثُ أَولُ سواد المغرب، فإِذا اشتدَّ حتى يأْتيَ وقتُ العشاء الأَخيرة، فهو المَلَسُ، فلا يميز هذا من هذا لأَنه قد دخل المَلْثُ في الملَسِ، ومِثله اختلطَ الخاثِرُ بالزُّبَّادِ. والمِلاثُ: المُلاعَبة؛ قال: تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ من عَزَبٍ، ليس بذي مِلاثِ كذا أَنشده ابن الأَعرابي بكسر الميم.
موث: ابن السكيت: ماثَ الشيءَ يَمُوثُه مَوْثاً: مَرَسَه. ويَميثُه، لغةٌ، إِذا دافَه. الجوهري: مُثْتُ الشيءَ في الماء أَموثه مَوْثاً ومَوَثاناً إِذا دُفْتَه فانماثَ هو فيه انمِياثاً، والكلمة واوية ويائية، وها نحن نذكرها.
ميث: ماثَ الشيءَ مَيْثاً: مَرَسَه. وماثَ المِلحَ في الماء: أَذابه؛ وكذلك الطين، وقد انماثَ. الليث: ماث يُمِيثُ مَيْثاً: أَذابَ الملح في الماء حتى امَّاثَ امِّياثاً. وكلُّ شيءٍ مَرَسته في الماء فذاب فيه، من زعفرانٍ وتمرٍ وزبيبٍ وأَقِط، فقد مِثْتَه ومَيَّثْتَه. وأَماث الرجلُ لنفسه أَقِطاً إِذا مَرَسْتَه في الماء وشرِبْتَه؛ وقال رؤبة: فَقُلْتُ إِذا أَعْيا امْتِياثاً مائِثُ *** وطاحتِ الأَلْبانُ والْعَبائِثُ يقول: لو أَعياه المَريسُ من التمر والأَقِط فلم يجد شيئاً يمتاثُه ويشرب ماءه، فيتبلغ به لقلة الشيء وعَوَزِ المأْكول. ابن السكيت: ماث الشيءَ يموثُه ويَمِيثُه، لغة، إِذا دافَه. الجوهري: مِثْتُ الشيءَ في الماء أَمِيثه لغة في مُثْتُه إِذا دُفْتَه فيه. وفي حديث أَبي أُسَيد: فلما فرغ من الطعام أَماثَتْه فسقته إِياه؛ قال ابن الأَثير: هكذا روى أَماثَتْه، والمعروف ماثَتْه. وفي حديث عليّ: اللهمَّ مِثْ قلوبَهم، كما يُماثُ الملح في الماء. والمَيْثاءُ: الأَرضُ اللينةُ من غير رمل وكذلك الدَّمِثَة؛ وفي الصحاح: المَيْثاء الأَرض السَّهلة، والجمع مِيثٌ، مثل هَيْفاءَ وهِيفٍ. وتَمَيَّثَت الأَرضُ إِذا مُطِرَت فلانت وبرَدَت. والمَيْثاءُ: الرملة السَّهلة والرابية الطَّيِّبة. والمَيْثاء: التَّلْعة التي تَعْظُم حتى تكون مثلَ نصف الوادي أَو ثُلُثيه. ومَيَّثَ الرجلَ: ذلله. ومَيَّثَهُ: لَيَّنَهُ؛ وأَنشد لمتمم: وذو الهَمِّ تُعْديه صَرِيمَةُ أَمْرِهِ، إِذا لم تُمَيِّثْه الرُّقَى وتُعادِل ومَيَّثَه الدهرُ: حَنَّكَهُ وذَلَّلَهُ. والامْتِياثُ: الرَّفاهِيَةُ وطِيبُ العَيش. أَبو عمرو: يقال لِغِرْقِئِ البَيضِ: المُسْتَميثُ. ومَيْثاءُ: اسم امرأَة؛ قال الأَعشى: لِمَيْثاءَ دارٌ قد تَعَفَّتْ طُلولُها، عَفَتْها نَضِيضاتُ الصَّبا، فمَسِيلُها
نأث: نَأَثَ يَنْأَثُ نَأْثاً: أَبْطأً، وسَيرٌ مِنْأَثٌ: بَطيءٌ؛ قال رؤبة: واعْتَرَقوا بَعْدَ الفِرارِ المِنْأَثِ
نبث: نَبَثَ الترابَ يَنْبُثُه نَبْثاً، فهو مَنْبُوثٌ ونَبيثٌ: استخرجه من بئر أَو نهر، وهي النَّبيثَةُ والنَّبيثُ والنَّبَثُ، وجمع النَّبَثِ: أَنْباثٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: حتى إِذا وَقَعْنَ كالأَنْباثِ، غَيرَ خَفِيفاتٍ ولا غِراثِ وَقَعْنَ: اطْمَأْنَنَّ بالأَرض بعد الرّيّ. الجوهري: نَبَثَ يَنْبُثُ مثل نَبَشَ يَنْبُشُ: وهو الحفر باليد. والنبيثة: تراب البئر والنهر؛ قال الشاعر أَبو دلامة: إِنِ النَّاسُ غَطَّوني، تَغَطَّيْتُ عَنْهُمُ، وإِن بَحَثُوني، كان فيهم مَباحِثُ وإِنْ نَبَثُوا بِئري، نَبَثْتُ بِئارَهُمْ، فَسَوْفَ تَرى ماذا تُرَدُّ النَّبائِثُ أَبو عبيد: هي ثَلَّةُ البئر ونَبِيثَتُها، وهو ما يُسْتَخْرجُ من تراب البئر إِذا حُفِرت، وقد نُبثَتْ نَبْثاً. وذكر ابن سيده في خطبة كتابه مما قصد به الوضْعَ من أَبي عبيد القاسم بن سلام، في استشهاده بقول الهذلي:لَحقُّ بَني شِعارَةَ أَن يَقُولوا لِصَخْرِ الغَيِّ: ماذا تَسْتَبيثُ؟ على النَّبيثَةِ التي هي كُناسة البئر، وقال: هيهات الأَرْوى من النَّعامِ الأَرْبَد، وأَين سُهَيْلٌ من الفرقد؟ والنَّبيثة من نَبَثَ، وتستبيث من بَوَثَ أَو من بَيَثَ. الجوهري: خَبيثٌ نَبِيثٌ إِتباع. وفلان يَنْبُثُ عن عيوب الناس أَي يُظْهِرها. ونَبَثَتِ الضبعُ التراب بقوائمها في مشيِها: اسْتَثارَتْهُ. ويقال: ما رأَيتُ له عَيْناً ولا نَبْثاً، كقولك: ما رأَيت له عَيْناً ولا أَثَراً؛ قال الراجز: فلا تَرى عَيْناً ولا أَنْباثا إِلاَّ مَعاثَ الذِّئبِ، حين عاثا فالأَنْباثُ: جمع نَبَث، وهو ما أُبْئِرَ وحُفِرَ واسْتُنْبِثَ؛ وقال زهير يصف عَيْراً وأُتُنَه: يَخِرُّ نَبيثُها عن جانِبَيْهِ، فَلَيْسَ لِوَجْهِهِ منها وِقاءُ وقال ابن الأَعرابي: نَبيثُها ما نُبِثَ بأيديها أَي حفرت من التراب. قال: وهو النَّبِيثُ والنَّبيذُ والنَّحِيتُ، كله واحد. خَبيثٌ نَبيثٌ يَنْبُثُ شَرَّهُ أَي يَسْتَخْرِجُه. والأُنْبُوثَةُ: لُْعبَة يَلْعَبُ بها الصبيانُ، يَحْفِرون حَفِيراً ويَدْفِنون فيه شَيْئاً، فمن استَخْرجه فقد غَلَب. ابن الأَعرابي: النَّبِيثُ ضَرْب من سمك البحر. في حديث أَبي رافع: أَطْيَبُ طعامٍ أَكلتُ في الجاهليةِ نَبيثَةُ سَبُع؛ النبيثة: تراب يُخْرج من بئر أَو نهر، فكأَنه أَراد لحماً دفنه السبع لوقت حاجته في موضع، فاستخرجه أَبو رافع فأَكله.
نثث: النَّثُّ: نَشْرُ الحديثِ؛ وقيل: هو نشر الحديث الذي كَتْمُه أَحَقُّ من نَشْرِه. نَثَّه يَنُثُّه وينِثُّه نَثًّا إِذا أَفشاه؛ ويروى قول قيسَ بن الخطيم الأَنصاري: إِذا جاوَزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ، فَإِنه، بِنَثٍّ وتَكْثِيرِ الوُشاةِ، قَمِينُ ورجل نَثَّاثٌ ومِنَثٌّ،عن ثعلب. أَبو عمرو: النُّثَّاث المغتابون للمسلمين. ونَثَّ العظمُ نَثًّا: سال وَدَكُهُ. ونَثَّ يَنِثُّ نَثِيثاً، ومَثَّ يَمِثُّ: عَرِقَ من سِمَنِه فرأَيْتَ على سَحْنَتِه وجِلْدِه مِثلَ الدُّهْن. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ان رجلاً أَتاه يسأَله فقال: هَلَكْتُ، فقال عمر: اسكتْ أَهَلَكْتَ وأَنْتَ تَنِثُّ نَثَّ الحَميتِ؟ ويُروى نَثِيثَ الحَمِيت. نَثَّ الزِّقُّ ينِث، بالكسر، نَثِيثاً ونَثّاً إِذا رَشَحَ بما فيه من السَّمْن؛ أَراد: أَتَهْلِك وجسدُك كأَنه يَقْطُر دَسَماً؟ قال أَبو عبيد: النَّثِّيثُ أَنْ يَعْرَقَ ويَرْشَحَ من عِظَمِهِ وكثرة لحمه. وقال غيره: نَثَّ الحَمِيتُ ومَثَّ، بالنون والميم، إِذا رشح ما فيه من السَّمن. يَنِثُّ ويَمِثُّ نَثًّا ونَثِيثاً. الأَزهري: ثَنْثَنَ إِذا رَعَى الثَّنَّ، ونَثْنَثَ إِذا عَرِقَ عَرَقَاً كثيراً. وفي التهذيب: أَما قولك نثَّ الحديثَ يَنُثُّه نَثًّا، فهو بضم النون لا غير، وذلك إِذا أَذاعَه. وفي حديث أُم زرع: لا تَنُثُّ حديثنا تَنْثِيثاً، النَّثُّ: كالبَثِّ؛ تقول لا تُفْشِي أَسرارَنا ولا تُطْلِعُ الناسَ على أَحوالنا. والتَّنْثيثُ: مصدر يُنَثِّثُ، فأَجراه على يَنُثُّ، ويروى بالباء الموحدة. والنَّثِيثَة: رشح الزِّقِّ أَو السِّقاءِ. والنَّثُّ: الحائط النَّدِيُّ المُسْتَرْخي. قال ابن سيده: أَظنه فَعِلاً، كما ذهب إِليه سيبويه في طَبٍّ وبَرٍّ. وكلامٌ غَثٌّ نَثٌّ: إِتباع.
نجث: نَجَثَ الشيءَ يَنْجُثُهُ نَجْثاً وتَنَجَّثَه: استَخْرجه. وتَنَجَّثَ الأَخبارَ، بَحَثَها. ورجل نَجَّاثٌ: بَحَّاثٌ عن الأَخبار. الأَصمعي: نَبَثُوا عن الأَمْرِ ونجَثُوا عنه وبَحَثُوا، بمعنى واحد. ورجل نَجَّاثٌ ونَجِثٌ: يَتَتَبعُ الأَخْبارَ ويستخرجها؛ قال الأَصمعي: ليس بِقَسَّاسٍ ولا نَمٍّ نَجِثْ ويقال: بُلِغَتْ نَجِيثَتُه ونَكِيثَتُه أَي بَلغَ مجهودَه؛ وقوله أَنشده شمر: أَزْمانَ عَنِّي قَلْبُكَ المُسْتَنْجِثُ، بِمَأْلَفٍ في جَمْعِكُمْ مُسْتَنْبِثُ قال: والمُسْتَنْجِثُ المُسْتَخْرِجُ؛ يقال: نَجَثَه إِذا أَخرجه؛ وقيل: المُسْتَنْجِثُ مثل المُنْهَمِك. ونَجِيثَةُ الخَبَرِ: ما ظهر من قبيحه. ونَجِيثُ القوم: سِرُّهم. الفراء: من أَمثالهم في إِعْلانِ السِّرِّ وإِبْدائِه بعد كتمانه قولهم: بَدا نجيثُ القوم إِذا ظهر سرُّهم الذي كانوا يخفونه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: انْجُثُوا لي ما عند المُغِيرة فإِنه كَتَّامَةٌ للحديثِ. النَّجْثُ: الاستخراج، وكأَنه بالحديث أَخص. وفي حديث أُم زرع: ولا تُنَجِّثُ عن أَخبارنا تَنْجِيثاً. وفي حديث هند أَنها قالت لأَبي سفيان لما نزلوا بالابواء في غزوة أُحُد: لو نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ محمد أَي نبشتم. ونَجِيثُ الثَّناء: ما بلغ منه. ونَجِيثُ البئْرِ والحُفْرَةِ ونَجِيثَتُهما: ما خرج من ترابهما، وأَتانا نَجِيثُ القوم أَي أَمْرُهم الذي كانا يُسِرُّونه؛ قال لبيد يذكر بقرة: مَدى العَيْنِ منها أَنْ تُراعَ بنَجْوةٍ، كقَدْرِ النَّجيثِ، ما يَبُدُّ المُناضِلا أَراد: أَن البقرة قريبةٌ من ولدها تراعيه، كقَدْر ما بين الرامي والهَدَف. والنَّجيثَةُ: ما أُخرج من تراب البِئر مِثْلُ النَّبِيثَةِ. وأَمْرٌ له نَجِيثٌ أَي عاقبة سَوْءٍ. والاسْتِنْجاثُ: التَّصَدِّي للشيء والإِقبالُ عليه والولُوع به. واستَنْجَثَ الشيءَ تَصَدَّى له وأُولِعَ به وأَقْبَلَ عليه. والنَجِيثُ: الهَدَف،وهو تراب يُجمع، سمي نجيثاً لانتصابه واستبقاله؛ وقيل: النَّجِيثُ تراب يُسْتخرَجُ ويُبْنى منه غَرَضٌ ويُرْمى فيه، وذلك أَن يُنْبَثَ الترابُ، ثم يُكَوَّمَ كَوْمَةً، ثم يُجْعَلَ عليها قِطعة شَنَّةٍ فيُرْمى فيها. ونَجَثَ فلانٌ بني فلان يُنْجُثُهم نَجْثاً: اسْتَغْواهُمْ، واسْتَغاثَ بهم؛ ويقال: يَسْتعويهم، بالعين، يقال: خرج فلان يَنْجُثُ بني فلان أَي يَسْتَعْويهم. والنُّجْثُ والنُّجُثُ: غِلافُ القلب، وكذلك البيت للإنسان، والجمع منهما: أَنْجاث؛ قال: تَنْزُو قلوبُ الناسِ في أَنْجاثِها وانْتَجَثَتِ الشاةُ: سَمِنَت؛ قال كثير عزَّة يصف أَتاناً: تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءِ السِّماك، وقد سَمِنَتْ سَوْرَةً وانْتِجاثا قال: سَوْرَةً أَي يَسُور فيها الشحمُ، فسَوْرَةً، على هذا، منتصبٌ على المصدر، لأَنّ سمنت في قوّة سارت أَي تَجَمَّعَ سِمَنُها.
نحث: النَّحِيثُ: لغة في النحيف، عن كراع؛ قال ابن سيده: وأُرى الثاء فيه بدلاً من الفاء، والله أَعلم.
نعث: أَنْعَثَ في ماله: قَدَّم فيه، وقيل: بَذَّرَه.
نغث: ابن الأَعرابي: النَّغَثُ الشَّرُّ الدائم الشديد؛ يقال: وقعنا في نَغَثٍ وعِصْوادٍ ورَيْبٍ وشِصْبٍ.
نفث: النَّفْثُ: أَقلُّ من التَّفْل، لأَن التفل لا يكون إِلاَّ معه شيء من الريق؛ والنفثُ: شبيه بالنفخ؛ وقيل: هو التفل بعينه. نَفَثَ الرَّاقي، وفي المحكم: نَفَثَ يَنْفِثُ ويَنْفُثُ نَفْثاً ونَفَثاناً. وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رُوعي، وقال: إِنّ نَفْساً لن تَموتَ حتى تَسْتوفِيَ رزقها، فاتَّقوا الله وأَجملوا في الطلب؛ قال أَبو عبيد: هو كالنَّفْثِ بالفم، شبيهٌ بالنفخ، يعني جبريلَ أَي أَوْحى وأَلقى. والحيَّةُ تَنْفُثُ السمَّ حين تَنْكُزُ. والجُرْحُ يَنْفُثُ الدمَ إِذا أَظهره. وَسمٌّ نَفِيثٌ ودم نَفِيثٌ إِذا نَفَثَه الجرحُ؛ قال صخر الغيّ: مَتى ما تُنْكِرُوها تَعْرِفُوها، على أَقْطارِها عَلَقٌ نَفِيثُ وفي الحديث: أَنّ زَيْنَبَ بنتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْفَرَ بها المشركون بعيرَها حتى سقطت، فَنَفَثَتِ الدماءَ مَكانَها، وأَلقت ما في بطنها أِي سالَ دمُها. وأَما قوله في الحديث في افتتاح الصلاة: اللهمَّ إِني أَعوذ بك من الشيطان الرجيم من هَمْزِهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِهِ؛ فأَما الهمز والنفخ فمذكوران في موضعهما، وأَما النفث فتفسيره في الحديث أَنه الشِّعْرُ؛ قال أَبو عبيد: وإِنما سمي النَّفْثُ شِعْراً لأَنه كالشيء يَنْفُثُه الإِنسانُ من فيه، مِثل الرُّقْية. وفي الحديث: أَنه قرأَ المُعَوِّذتين على نَفْسِهِ ونَفَثَ. وفي حديث المغيرة: مِئْناثٌ كأَنها نُفاثٌ أَي تَنْفُثُ البناتَ نَفْثاً. قال ابن الأَثير: قال الخطابي: لا أَعلم النُّفاثَ في شيء غير النَّفْثِ، قال: ولا موضع لها ههنا؛ قال ابن الأَثير: يحتمل أَن يكون شبَّه كثرة مجيئها بالبنات بكثرة النَّفْثِ، وتَواتُرِه وسُرْعَتِهِ. وقوله عز وجل: ومن شر النَّفَّاثاتِ في العُقَد؛ هنّ السَّواحِرُ. والنَّوافِثُ: السواحر حين يَنْفُثْنَ في العُقَد بلا ريق. والنُّفاثَةُ، بالضم: ما تَنْفُثُه من فيك. والنُّفاثَةُ: الشَّظِيَّةٌ من السواك، تَبْقى في فم الرجل فَيَنْفُثُها. يقال: لوسأَلني نُفاثةَ سِواكٍ من سِواكي هذا، ما أَعطيته؛ يعني ما يَتَشَظَّى من السواك فيبقى في الفم، فينفيه صاحبه. وفي حديث النجاشي: والله ما يزيد عيسى على ما تقول مِثْلَ هذه النُّفاثَةِ. وفي المَثَلِ: لا بد للمَصْدور أَن يَنْفُِث. وهو يَنْفُِثُ عليَّ غَضَباً أَي كأَنه يَنْفُخ من شدّة غضبه. والقِدْرُ تَنْفُثُ، وذلك في أَول غَلَيانها. وبَنُو نُفاثَةَ: حَيٌّ؛ وفي الصحاح: قوم من العرب.
نقث: نَقَثَ يَنْقُثُ، ونَقَّثَ، وتَنَقَّثَ، وانْتَقَثَ، كُلُّه: أَسْرَعَ. وخرج يَنْقُثُ السير ويَنْتَقِثُ أَي يُسْرع في سيره. وخرجت أَنْقُثُ، بالضم، أَي أُسْرِع؛ وكذلك التَّنْقِيثُ والانْتِقاثُ، قال أَبو عبيد في حديث أُم زرع ونَعْتِها: جارية أَبي زرع لا تُنَقِّثُ مِيرَتَنا تَنْقيثاً. النَّقْثُ: النَّقْلُ: أَرادت أَنها أَمينة على حفظ طعامنا، لا تنقله وتُخْرجه وتُفرّقه. قال: والتنقيث الإِسراع في السير. ونَقَثَ فلان عن الشيء، ونَبَثَ عنه إِذا حَفَرَ عنه؛ وقال الأَصمعي في رجز له: كأَنَّ آثارَ الظَّرابي تَنْتَقِثْ، حَوْلَكَ بُقَّيْرى الوَليدِ المُنْتَجِثْ أَبو زيد: نَقَثَ الأَرضَ بيده يَنْقُثُها نَقْثاً إِذا أَثارها بفأْس أَو مِسْحاة. ونَقَثَ العظمَ يَنْقُثُه نَقْثاً وانْتَقَثَه: استخرج مُخَّه. ويقال: انْتَقَثَهُ وانتقاه، بمعنى واحد. وتَنَقَّثَ المرأَةَ: اسْتَعْطَفها واستمالها، عن الهَجَريّ؛ وأَنشد بيت لبيد: أَلم تَتَنَقَّثْها، ابنَ قَيس بنِ مالكٍ، وأَنتَ صَفِيُّ نَفْسِه وسَخِيرُها؟ كذا رواه بالثاء، وأَنكر تَتَنَقَّذْها بالذال، وإِذا صحت هذه الرواية، فهو من تَنَقَّثَ العظمَ، كأَنه استخرج وُدّها كما يُسْتَخْرج من مخ العظم. وتَنَقَّثَ ضَيْعَتَه: تَعَهَّدَها. ابن الأَعرابي: النَّقْثُ النميمة.
نكث: النَّكْثُ: نَقْضُ ما تَعْقِدُه وتُصْلِحُه من بَيْعَةٍ وغيرها. نَكَثَه يَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ، وتَناكَثَ القومُ عُهودَهم: نقضوها، وهو على المثل. وفي حديث علي، كرّم الله وجهه: أُمِرْت بقتال الناكِثِينَ والقاسِطِين والمارِقِين؛ النَّكْثُ: نَقْضُ العهد؛ وأَراد بهم أَهل وقعة الجمل، لأَنهم كانوا بايعوه ثم نقضوا بيعته، وقاتلوه؛ وأَراد بالقاسطين أَهل الشأْم، وبالمارقين الخوارج. وحَبْلٌ نِكْثٌ ونَكِيث وأَنْكاثٌ: مَنْكُوث. والنِّكْث، بالكسر: أن تُنْقَضَ أَخْلاقُ الأَخْبية والأَكْسِية البالية، فَتُغْزَلَ ثانيةً، والاسم من ذلك كله النَّكيثَةُ. ونَكَث العهدَ والحبلَ فانْتَكَثَ أَي نقضه فانتقض. وفي التنزيل العزيز: ولا تكونوا كالتي نَقَضَتْ غَزْلها من بعد قُوَّةٍ أَنْكاثاً؛ واحد الأَنْكاث: نِكْثٌ، وهو الغَزْلُ من الصوف أَو الشعر، تُبْرَمُ وتُنْسَجُ، فإِذا خَلَقَتِ النسيجةُ قُطِّعَتْ قِطَعاً صِغاراً، ونُكِثَتْ خيوطُها المبرومة، وخُلِطت بالصوف الجديد ونَشِبَتْ به، ثم ضُربت بالمطارق وغزلت ثانية واستعملت، والذي ينكُثها يقال له: نَكَّاثٌ؛ ومن هذا نَكْثُ العهد، وهو نَقْضه بعد إِحْكامه، كما تُنْكَث خيوطُ الصوف المغزول بعد إِبْرامه. ابن السكيت: النَّكْثُ المصدر. وفي حديث عمر: أَنه كان يأْخذ النِّكْثَ والنَّوى من الطريق، فإِن مَرَّ بدار قوم، رمى بهما فيها وقال: انتفعوا بهذا النِّكثَ؛ النِّكْث، بالكسر: الخيط الخَلَقُ من صوف أَو شعر أَو وَبرٍ، سمي به لأَنه يُنْقَضُ، ثم يُعاد فَتْلُه. والنَّكِيثَة: الأَمر الجليل. والنَّكِيثَة: خُطَّةٌ صَعْبة يَنْكُثُ فيها القوم؛ قال طرفة: وقرّبتُ بالقُرْبَى، وجَدِّك أَنه متى يَكُ عَقْدٌ للنَّكِيثَةِ، أَشْهَدِ يقول: متى ينزل بالحيِّ أَمر شديد يبلغ النكيثة، وهي النفس، ويَجْهَدها، فإِني أَشهده. قال ابن بري: وذكر الوزير المغربي أَنَّ النكيثة في بيت طرفة هي النفس؛ وقال أَبو نخيلة: إِذا ذَكَرْنا، فالأُمورُ تُذْكَرُ، واستوعبَ، النَّكائِثَ، التَّفَكُّرُ، قُلْنا: أَميرُ المُؤْمِنِينَ مُعْذِرُ يقول: استوعبَ الفِكرُ أَنْفُسَنا كلها وجَهَدَ بها. والنَّكِيثَةُ: النَّفسُ. قال أَبو منصور: وسميت النفس نَكِيثَةً، لأَن تكاليف ما هي مضطرة إِليه تَنْكُثُ قُوَاها، والكِبَرُ يفنيها، فهي منكوثة القُوَى بالنَّصَبِ والفناء، وأُدخلت الهاء في النكيثة لأَنها اسم. الجوهري: فلانٌ شديدُ النكيثة أَي النفس. وبُلِغت نَكِثَتُه أَي جُهْدُه. يقال: بُلِغَت نَكِيثَةُ البعير إِذا جَهِدَ قوَّتَه. ونكائث الإِبل: قُوَاها؛ قال الراعي يصف ناقة: تُمْسِي، إِذا العِيسُ أَدْرَكْنا نَكائثَها، خَرْقاءَ، يعتادُها الطُّوفانُ والزُّوُدُ وبلغ فلانٌ نَكِيثَةَ بعيرِه أَي أَقْصَى مجهوده في السير. وقال فلانٌ قولاً لا نَكِيثَةَ فيه أَي لا خُلْفَ. وطلب فلانٌ حاجة ثم انْتَكَثَ الأُخرى أَي انصرف إِليها. ويقال: بعيرٌ مُنْتَكِثٌ إِذا كان سميناً فَهُزِلَ؛ قال الشاعر: ومُنْتَكِثٍ عالَلْتُ بالسَّوْطِ رأَسَه، وقد كَفَرَ اللَّيْلُ الخَرُوقُ المَوَامِيَا ونَكَثَ السِّواكَ وَغَيْرَهُ يَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ: شَعَّثَهُ، وكذلك نَكَثَ السَّافَ عن أُصولِ الأَظفار. والنُّكَاثَةُ: ما انْتَكَثَ من الشيء. والنُّكَاثُ: أَن يَشْتَكِيَ البعيرُ نُكْفَتَيْه، وهما عظمان ناتِئان عند شحمتي أُذنيه، وهو النُّكَافُ. اللحياني: اللُّكاثُ والنُّكاثُ داءٌ يأْخذ الإِبلَ، وهو شبه البَثْرِ يأْخذها في أَفواهها. ونِكْثٌ: اسمٌ. وبَشِيرُ بنُ النِّكْثِ: شاعر معروف، حكاه سيبويه، وأَنشد له: وَلَّتْ ودَعْواها شَديدٌ صَخَبه نوث: النَّوْثَةُ: الحَمْقَةُ.
هبث: هَبَثَ مالَهُ يَهْبُثُه هَبْثاً: بَذَّرَهُ وفرَّقَهُ.
هثث: الهَثْهَثَةُ والمَثْمَثَةُ: التخليط؛ يقال: أَخذه فمَثْمَثَهُ إِذا حركه وأَقبل به وأَدْبر. ومَثْمَثَ أَمْرَهُ وَهَثْهَثَهُ أَي خلطه؛ وأَنشد: ولم يَحُلَّ العَمِسَ الهَثْهَاثَا ابن سيده: الهَثُّ خَلْطُكَ الشيءَ بعضَه ببعضٍ، والهَثُّ والهَثْهَثَةُ: اختلاط الصوت في حَرْب أَو صَخَبٍ، والاسم منه الهَثْهَاثُ: قال العجاج:وأُمَراء أَفْسَدُوا، فعاثُوا، فَهَثْهَثُوا، فَكَثُرَ الهَثْهَاثُ والهَثْهَثَةُ والهَثْهَاثُ: حكاية بعض كلام الأَلْثغ. والهَثْهَثَةُ والهَثْهاثُ: الفسادُ. وهَثْهَثَ الوالي الناس: ظلمهم. والهَثْهَثَةُ: انْتِخالُ الثلج والبَرَد وعِظامِ القَطْرِ في سُرْعة من المطر. وقد هَثْهَثَ السَّحابُ بمطره وثلجِه إِذا أَرسله بسرعة؛ قال: من كلِّ جَوْنٍ مُسْبِلٍ مُهَثْهِثِ ويقال للراعية إِذا وطئت المرعى من الرَطْب حتى تُؤْتى: قد هَثْهَثَتْهُ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَنْشَدَ ضَأْناً أَمْجَرَتْ غِثَاثا *** فَهثْهَثَتْ بَقْلَ الحِمَى هَثْهَاثا ابن الأَعرابي: الهَثُّ الكَذِب. ورجل هَثَّاثٌ وهَثْهَاثٌ إِذا كان كذبه سُماقاً.
هلث: الهَلْثاءُ والهِلْثَاءُ والهَلثاءَةُ والهِلْثَاءَةُ: الجماعة الكثيرة من الناس تعلو أَصواتها؛ يقال: جاءَ فلانٌ في هَلْثاءٍ من أَصحابه، ممدود منوّن. الفراء: يقال هَلْثاءٌ من الناسِ، وهَلْثَاءَةٌ أَي جماعة، بكسر الهاء وفتحها. أَبو عمرو: الهُلْثَةُ الجماعة من الناس. ابن الأَعرابي: الهَلْثَى الجماعة من الناس. وقال ثعلب: الهَِلْثَاة، مقصور: الجماعة؛ قال: وهم أَكثر من الوضِيمة. الصحاح: هَِلْثَاءَةٌ وهَلاثَى: القومُ ينزلون على قوم أَقلَّ منهم كالوضيمة أَو أَكثر شيئاً. وجاءَت هَِلْثَاءةٌ من كل وَجْه أَي فِرَقٌ. والهَلائِثُ: السَّفَلَةُ، وهو من هَلائثهم؛ عن ابن الأَعرابي ولم يفسره؛ وقال ابن سيده: أَرى أَن معناه: من خُشَارتهم أَو جماعتهم.
هلبث: الهِلْبَوثُ: الأَحمق، ويقال: الفَدْمُ. والهِلْبَاثُ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة، قال: أَخبرني شيخٌ من أَهل البصرة فقال: لا يُحْمَلُ شيءٌ من ثَمَر البصرة إِلى السلطان إِلاَّ الهِلْبَاثُ.
هنبث: الهَنَابِثُ: الدَّواهي، واحدتها هَنْبَثَةٌ؛ وقيل: الهَنَابِثُ الأُمور والأَخْبار المختلطة؛ يقال: وقعت بين الناس هَنَابِثُ، وهي أُمورٌ وَهَناتٌ؛ قال رؤْبة: وكنتُ لَمَّا تُلْهِني الهَنَابِثُ والواحد كالواحد. والهَنْبَثَةُ: الاختلاط في القول، ويقال: الأَمر الشديد، والنون زائدة؛ وفي الحديث: أَن فاطمة قالت بعد موت سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: قد كان بعدكَ أَنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ، لو كنتَ شَاهدَها، لم تَكْثُرِ الخُطَبُ إِنا فَقَدْناك فَقْدَ الأَرضِ وابِلَها، فاختَلَّ قومُك، فاشْهَدْهم ولا تَغِب الهَنْبَثَةُ: واحدة الهَنَابِثِ، وهي الأُمور الشداد المختلفة، وقد ورد هذا الشعر في حديث آخر. قال: لما قُبض سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خرجت صفية تَلْمَعُ بثوبها وتقول البيتين.
هوث: تركهم هَوْثاً بَوْثاً: أَوْقَعَ بهم.
هيث: هاثَ في ماله هَيْثاً وعاث: أَفسد وأَصلح. وهاث في الشيء: أَفسد وأَخذه بغير رفقٍ، وهَاثَ الذئبُ في الغنم، كذلك. وهاثَ في كيله هَيْثاً: حَثَا حَثْواً، وهو مثل الجُِزاف. وهاثَ لي من المال هَيْثاً: أَصاب. وهاثَ برجله التراب: نَبَثَهُ؛ أنشد ابن الأَعرابي: كَأَنَّني، وقَدَمِي نَهِيثُ، ذُؤْنُونُ سَوْءٍ رَأْسُهُ نَكِيثُ نكيث: مُتَشَعِّث رِخْوٌ ضعيف. وهِثْتُ له هَيْثاً وهَيَثاناً إِذا أَعطيته شيئاً يسيراً. وهِثْتُ له من المال أَهِيثُ هَيْثاً وهَيَثَاناً إِذا حَثَوْتَ له؛ قال رؤْبة؛ فأَصبَحَتْ لَوْ هَايَثَ المُهَايِثُ والمُهَايَثةُ: المكاثَرة. ويقال: هَاثَ له من ماله؛ وقال في قوله: ما زَالَ بَيْعُ السَّرَقِ المُهَايِثُ قال: المُهايِثُ الكثير الأَخذِ. ويقال: هاثَ من المال يَهِيثُ هَيْثاً إِذا أَصاب منه حاجته. وهَاثَ القومُ يَهِيثُونَ هَيْثاً وتَهَايَثُوا: دخل بعضهم في بعض عند الخصومة. وهَايِثَةُ القوم: جَلَبَتُهُمْ. والهَيْثُ: الحركَةُ مثل الهَيْشِ. والهَيْثَةُ: الجماعة من الناس مثل الهَيْشَةِ.
وثث: الوَثْوَثَةُ: الضَّعْفُ والعَجْزُ؛ ورجلٌ وَثْوَاثٌ، مِنه.
ورث: الوارث: صفة من صفات الله عز وجل، وهو الباقي الدائم الذي يَرِثُ الخلائقَ، ويبقى بعد فنائهم، والله عز وجل، يرث الأَرض ومَن عليها،وهو خير الوارثين أَي يبقى بعد فناء الكل، ويَفْنى مَن سواه فيرجع ما كان مِلْكَ العِباد إِليه وحده لا شريك له. وقوله تعالى: أُولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس؛ قال ثعلب: يقال إِنه ليس في الأَرضِ إِنسانٌ إِلاّ وله منزل في الجنة، فإِذا لم يدخله هو وَرِثَهُ غيره؛ قال: وهذا قول ضعيف. وَرِثَهُ مالَهُ ومَجْدَهُ، وَوَرِثَه عنه وِرْثاً وَرِثَةً وَوِراثَةً وإِراثَةً. أَبو زيد: وَرِثَ فلانٌ أَباه يَرِثُهُ وِراثَةً ومِيراثاً ومَيراثاً. وأَوْرَثَ الرجلُ وَلَدَهُ مالاً إِيراثاً حَسَناً. ويقال: وَرِثْتُ فلاناً مالاً أَرِثُه وِرْثاً وَوَرْثاً إُذا ماتَ مُوَرِّثُكَ، فصار ميراثه لك. وقال الله تعالى إِخباراً عن زكريا ودعائه إِيّاه: هب لي من لدنك وَلِيًّا يَرِثُني ويَرِثُ من آل يعقوب؛ أَي يبقى بعدي فيصير له ميراثي؛ قال ابن سيده: إِنما أَراد يرثني ويرث من آل يعقوب النبوة، ولا يجوز أَن يكون خاف أَن يَرِثَهُ أَقرِباؤُه المالَ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّا معاشرَ الأَنبياءِ لا نُورثُ ما تركنا، فهو صدقة؛ وقوله عز جل: وورث سليمان داود؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنه ورَّثهُ نُبوَّتَه ومُلْكَه. وروي أَنه كان لداود، عليه السلام، تسعة عشر ولداً، فَوَرِثَه سليمانُ، عليه السلام، من بينهم، النبوةَ والمُلكَ. وتقول: وَرِثْتُ أَبي وَوَرِثْتُ الشيءَ من أَبي أَرِثُه، بالكسر فيهما، وِرْثاً وَوِراثَةً وإِرْثاً، الأَلفُ منقلبةٌ من الواو، ورِثَةً، الهاءُ عِوَضٌ من الواو، وإِنما سقطت الواو من المستقبل لوقوعها بين ياء وكسرة، وهما متجانسان والواو مضادَّتهما، فحذفت لاكتنافهما إِياها، ثم جعل حكمها مع الأَلف والتاء والنون كذلك، لأَنهن مبدلات منها، والياء هي الأَصل، يدلك على ذلك أَن فَعِلْتُ وفَعِلْنا وفَعِلْتَِ مبنيات على فَعِلَ، ولم تسقط الواو من يَوْجَلُ لوقوعها بين ياء وفتحة، ولم تسقط الياء من يَيْعَرُ ويَيْسَرُ، لتقَوِّي إِحدى الياءين بالأُخرى؛ وأَما سقوطها مِن يَطَأُ ويَسَعُ فَلِعِلَّةٍ أُخرى مذكورة في باب الهمز، قال: وذلك لا يوجب فساد ما قلناه، لأَنه لا يجوز تماثل الحكمين مع اختلاف العلتين. وتقول: أَوْرَثَه الشيءَ أَبُوهُ، وهم وَرَثَةُ فلان، وَوَرَّثَهُ توريثاً أَي أَدخله في ماله على وَرَثَتِهِ، وتوارثوه كابراً عن كابر. وفي الحديث: أَنه أَمرَ أَنْ تُوَرَّثَ، دُورَ المهاجرين، النساءُ. تَخْصِيصُ النساءِ بتوريث الدور؛ قال ابن الأَثير: يشبه أَن يكون على معنى القسمة بين الورثةِ، وخصصهن بها لأَنهنَّ بالمدينة غرائب لا عشيرة لهن، فاختار لهن المنازل للسُّكْنَى؛ قال: ويجوز أَن تكون الدور في أَيديهن على سبيل الرفق بهنّ، لا للتمليك كما كانت حُجَرُ النبي صلى الله عليه وسلم في أَيدي نسائه بعده. ابن الأَعرابي: الوِرْثُ والوَرْثُ والإِرْثُ والوِرَاثُ والإِرَاثُ والتُّراثُ واحد. الجوهري: المِيراثُ أَصله مِوْراثٌ، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، والتُّراثُ أَصل التاء فيه واو. ابن سيده: والوِرْثُ والإِرْثُ والتُّرَاثُ والمِيراثُ: ما وُرِثَ؛ وقيل: الوِرْث والميراثُ في المال، والإِرْثُ في الحسَب. وقال بعضهم: وَرِثْتُهُ ميراثاً؛ قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأن مِفْعَالاً ليس من أَبنية المصادر، ولذلك ردَّ أَبو علي قول من عزا إِلى ابن عباس ان المِحالَ من قوله عز وجل: وهو شديد المحال، مِن الحَوْلِ قال: لأَنه لو كان كذلك لكان مِفْعَلاً، ومِفْعَلٌ ليس من أَبنية المصادر، فافهم. وقوله عز وجل: ولله ميراثُ السموات والأَرض أَي الله يُفْني أَهلهما فتبقيان بما فيهما، وليس لأَحد فيهما مِلْكٌ، فخوطب القوم بما يعقلون لأَنهم يجعلون ما رجع إِلى الإِنسان ميراثاً له إِذ كان ملكاً له وقد أَوْرَثَنِيه. وفي التنزيل العزيز: وأَوْرَثَنَا الأَرضَ أَي أَوْرَثَنَا أَرضَ الجنة، نتبوّأُ منها من المنازل حيث نشاء. وَوَرَّثَ في ماله: أَدخل فيه مَن ليس من أَهل الوراثة. الأَزهري: وَرَّثَ بني فلان ما له توريثاً، وذلك إِذا أَدخل على ولده وورثته في ماله من ليس منهم، فجعل له نصيباً. وأَورَثَ وَلَدَه: لم يُدْخِلْ أَحداً معه في ميراثه، هذه عن أَبي زيد. وتَوارثْناهُ: وَرِثَه بعضُنا عن بعض قِدْماً. ويقال: وَرَّثْتُ فلاناً من فلان أَي جعلت ميراثه له. وأَوْرَثَ الميتُ وارِثَهُ مالَه أَي تركه له. وفي الحديث في دعاءِ النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: اللهم أَمْتِعْني بسمعي وبَصَري، واجعلهما الوارثَ مني؛ قال ابن شميل: أَي أَبْقِهما معي صحيحين سليمين حتى أَموت؛ وقيل: أَراد بقاءَهما وقوَّتهما عند الكبر وانحلال القُوى النفسانية، فيكون السمع والبصر وارِثَيْ سائر القُوى والباقِيَيْنِ بعدها؛ وقال غيره: أَراد بالسمع وَعْيَ ما يَسْمَعُ والعملَ به، وبالبصر الاعتبارَ بما يَرى ونُور القلب الذي يخرج به من الحَيْرَة والظلمة إِلى الهدى؛ وفي رواية: واجعله الوارث مني؛ فَرَدَّ الهاءَ إِلى الإِمْتاع،ة فلذلك وَحَّدَهُ. وفي حديث الدعاءِ أَيضاً: وإِليكَ مآبي ولك تُراثي؛ التُّراثُ: ما يخلفه الرجل لورثته، والتاءُ فيه بدل من الواو. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنيه قال: بعث ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إِلى أَهل عرفة، فقال: اثْبُتيوا على مَشاعِركم هذه، فإِنكم على إِرْثٍ من إِرث إِبراهيم. قال أَبو عبيد: الإِرْث أَصله من الميراث، إِنما هو وِرْثٌ فقلبت الواو أَلفاً مكسورة لكسرة الواو، كما قالوا للوِسادة إِسادة، وللوِكافِ إِكاف، فكأَنَّ معنى الحديث: أَنكم على بقية من وِرْثِ إِبراهيم الذي ترك الناس عليه بعد موته، وهو الإِرْثُ؛ وأَنشد: فإِنْ تَكُ ذا عِزٍّ حَدِيثٍ، فإِنَّهُمْ لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ، لم تَخُنْه زَوافِرُه وقول بدر بن عامر الهذلي: ولَقَدْ تَوارَثُني الحوادثُ واحداً، ضَرَعاً صَغيراً، ثم لا تَعْلُوني أَراد أَن الحوادث تتداوله، كأَنها ترثه هذه عن هذه. وأَوْرَثَه الشيءَ: أَعقبه إِياه. وأَورثه المرض ضعفاً والحزنُ هَمّاً، كذلك. وأَوْرَث المَطَرُ النباتَ نَعْمَةً،وكُلُّه على الاستعارة والتشبيه بِوِراثَةِ المال والمجد. ووَرَّثَ النارَ: لغة في أَرَّثَ، وهي الوِرْثَةُ. وبنو وِرْثَةَ: ينسبون إِلى أُمهم. ووَرْثانُ: موضع؛ قال الراعي: فغدا من الأَرض التي لم يَرْضَها، واختار وَرْثاناً عليها مَنْزِلا ويروى: أَرْثاناً على البدل المطرد في هذا الباب.
وطث: الوَطْثُ: الضَّرْبُ الشديدُ بالخُفِّ؛ قال: تَطْوي المَوامي، وتَصُكُّ الْوَعْثا، بِجَبْهَةِ المِرْداسِ، وَطْثاً وَطْثا الجوهري: الوَطْثُ الضرب الشديد بالرِّجْلِ على الأَرض، لغة في الوَطْسِ أَو لُثْغَةٌ. وزعم يعقوب أَني ثاءَ وَطْثٍ بدل من سين وَطْسٍ: وهو الكسر. الأَزهري: الوَطْثُ والوَطْسُ: الكَسْر. يقال: وَطَثَه يَطِثُه وَطْثاً، فهو مَوْطُوثٌ، ووَطَسَه، فهو موطوس إِذا تَوَطَّأَه حتى يكسره.
وعث: الوَعْثُ: المكان السَّهْلُ الكثير الدَّهِسُ، تغيب فيه الأَقدام. قال ابن سيده: الوَعْثُ من الرمل ما غابت فيه الأَرجل والأَخفاف؛ وقيل: الوَعْثُ من الرمل ما ليس بكثير جداً؛ وقيل: هو المكان اللين؛ أَنشد ثعلب:ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها، عِذارَيْن مِن جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها رفع خصورها بِوَعْثٍ لأَنه في معنى لَيِّنٍ، فكأَنه قال: لين خصورها، والجمعُ وُعْثٌ ووُغُوثٌ. وحكى الأَزهري عن خالد بن كلثوم: الوَعْثاءُ ما غابت فيه الحوافِرُ والأَخفافُ من الرمل الرقيق والدَّهاسِ من الحصى الصغار وشبهه. قال: وقال أَبو زيد: يقال طريق وَعْثٌ في طريق وَعُوثٍ. ويقال: الوَعَثُ رِقَّةُ التراب ورخاوة الأَرض تغيب فيه قوائم الدواب؛ ونَقاً مُوَعَّثٌ إِذا كان كذلك. وقال الأَصمعي: الوَعْثُ كلُّ لَيِّنٍ سهل. وحكى الفراءُ عن أَبي قَطَرِيٍّ: أَرضٌ وَعْثَةٌ ووَعِثَةٌ، وقد وَعُثَتْ وَعْثاً، وقال غيره: وُعُوثةً ووَعاثةً. قال ابن سيده: وَعِثَ الطريقُ وَعْثاً ووَعَثاً، ووَعُثَ وُعُوثةً، كلاهما: لانَ فصار كالوَعْثِ. وأَوْعَثَ: وَقَع في الوَعْثِ. وأَوْعَثُوا: وقَعُوا في الوَعْثِ؛ وأَوْعَثَ البعيرُ؛ قال رؤْبة: ليس طريقُ خَيْره بالأَوْعَثِ وامرأَة وَعْثَةٌ: كثيرةُ اللحم كأَنَّ الأَصابع تَسُوخُ فيها من لينها وكثرة لحمها. قال ابن سيده: ومَرَةٌ وَعْثَةُ الأَرداف: لَيِّنَتُها؛ فأَما قول رؤْبة: ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ، تُميلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ فقد يكون جَمَع وَعْثاً على غير قياس، وقد يكون جَمَع وَعْثاءَ على أَوْعُثٍ، ثم جَمَع أَوْعُثاً على أَواعِثَ. قال: والوَعْثاءُ كالوَعْثِ؛ وقالوا: على ما خَيَّلَتْ وَعْثُ القَصِيم إِذا أَمرته بركوب الأَمر على ما فيه، وهو مَثَلٌ. ووَعْثاءُ السفر: مشقته وشدّته. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه إِذا كان سافَر سفراً قال: اللهم إِنا نعوذ بك من وَعْثاءِ السَّفَر، وكآبة المُنْقَلَبِ أَي شدّته ومشقته؛ قال أَبو عبيد: هو شدة النصَب والمشقة، وكذلك هو في المآثم؛ قال الكميت يذكر قضاعة وانتسابهم إِلى اليمن: وابنُ ابْنِها مِنَّا ومنكم، وبَعْلُها خُزَيْمَةُ، والأَرْحامُ وَعْثاءُ حُوبُها يقول: إِن قطيعة الرحم مَأْثَمٌ شديدٌ، وإِنما أَصل الوَعْثاء من الوَعْثِ، وهو الدَّهِسُ معا الرمال الرقيقة، والمشي يشتدّ فيه على صاحبه، فجعل مَثَلاً لكل ما يشق على صاحبه. وفي الحديث: مَثَلُ الرزق كَمَثَل حائط له باب، فما حولَ البابِ سُهُولَةٌ، وما حولَ الحائط وَعْثٌ وَوَعْرٌ. وفي حديث أُمِّ زرع: على رأْس قَوْرٍ وَعْثٍ. والوُعُوثُ: الشِّدَّةُ والشَّرُّ؛ قال صخر الغيِّ: يُحَرِّضُ قَوْمَه كيْ يَقْتُلوني، على المُزَنيِّ، إِذ كَثُرَ الوُعُوثُ ويقال للعظم المكسور المَوْقورِ: وَعْثٌ. رجلٌ مَوْعوثٌ: ناقصُ الحسَب. وَأَوْعَثَ فُلانٌ إِيعاثاً إِذا خَلَّطَ. والوَعْثُ: فسادُ الأَمر واختلاطه، ويجمع على وُعُوثٍ. وَأَوْعَثَ في ماله، وأَقْعَثَ في ماله، وطَأْطَأَ الرَّكْضَ في ماله: أَسْرَفَ فيه. وقال الأَزهري في ترجمة وعث: تقول وَعَثْتُهُ عن كذا وعَوَّثْتُه أَي صرفته.
وكث: الوِكاثٌ والوُكاثٌ: ما يستعجل به الغَدَاءُ. واسْتَوْكَثْنا نحنُ: اسْتَعجلْنا وأَكَلْنا شيئاً نَبْلُغُ به الغَدَاء.
ولث: الوَلْثُ: عَقْدُ العَهْدِ بين القوم؛ وقيل: هو ضَعْفُ العُقْدَة. يقال: وَلَثَ لي وَلْثاً لم يُحْكِمْه أَي عاهدني. يقال: وَلْثَ من عهد أَي شَيْءٌ قيل. والوَلْثُ: عَقْدٌ ليس بمحكَم ولا مؤكد، وهو الضعيف؛ ومنه وَلْثُ السحاب: وهو النَّدَى اليسيرُ؛ وقيل: الوَلْثُ العهد المحكم؛ وقيل: الوَلْثُ الشيء اليسير من العهد. وفي حديث ابن سيرين: أَنه كان يكره شراء سَبْيِ زابَلٍ، وقال: إِن عثمان وَلَثَ لهم وَلْثاً أَي أَعطاهم شيئاَ من العهد؛ ويقال: وَلَثْتُ لكَ أَلِث وَلْثاً أَي وَعَدْتك عِدَّةً ضعيفة؛ ويقال: لهم وَلْثٌ ضعيف وَوَلْثٌ مُحْكَم؛ وقال المسيب بن عَلسٍ في الوَلْثِ المحكَم: كما امْتَنَعَتْ أَولادُ يَقْدمَ مِنْكُمُ، وكان لها وَلْثٌ من العَقْدِ مُحْكَمُ الجوهري: الوَلْثُ العهدُ بين القوم يقع من غير قصد، ويكون غير مؤكد. يقال: وَلَثَ له عَقْداً. والوَلْثُ: اليسير من الضرب والوجع؛ وقيل: البقية منه. وقد وَلَثَ ولْثاً، وَوَلِثَ وَلَثاً؛ وقيل: الوَلْثُ كلُّ يسير من كثير؛ عن ابن الأَعرابي، وبه فسر قول عمر، رضي الله عنه، لرأْس الجالوت، وفي رواية الجاثَلِيقِ: لولا وَلْثٌ لك من عهد، لضربتُ عُنُقَك أَي طَرَفٌ من عَقْدٍ أَو يسيرٌ منه. وأَما ثعلب فقال: الوَلْثُ الضعيف من العهود. أَبو مرة القشيري: الوَلْثُ من الضرب الذي ليس فيه جراحة فوقَ الثياب. قال: وطَرَقَ رجلٌ قوماً يطلب امرأَةً وعَدَتْهُ، فوقع على رجل، فصاح به، فاجتمع الحيُّ عليه فوَلَثُوه، ثم أُفْلِتَ. والوَلْثُ: بَقِيَّةُ العجين في الدَّسِيعَةِ، وبقية الماء في المُشَقَّرِ، والفَضْلَةُ من النبيذ تبقى في الإِناء، وهو البَسِيل. والوَلْثُ: القليلُ من المطر. وأَصابنا وَلْثٌ من مكر أَي قليلٌ منه. وولَثَتْنا السماءُ ولْثاً: بَلَّتْنا بمطر قليل، مشتق منه. التهذيب: والوَلْثُ بقية العَهْد. في الحديث: لولا وَلْثُ عَهْدٍ لهم، لفعلتُ بهم كذا. قال ابن شميل: يقال دَبَّرْتُ مملوكي إِذا قلتَ: هو حُرٌّ بعد موتي إِذا وَلَثْتَ له عِتْقاً في حياتك. قال، والوَلْثُ التوجيه إِذا قلت: هو حُرٌّ بعدي، فهو الوَلْثُ. وقد وَلَثَ فلانٌ لنا من أَمرنا وَلْثاً أَي وَجَّهَ؛ قال رؤبة: وقلتُ إِذ أَغْبَطَ دَيْنٌ والِثُ وقال ابن الأَعرابي: أَي دائم كما يَلِيثُونه بالضرب. الأَصمعي: وَلَثَه أَي ضربه ضرباً قليلاً. ووَلَثَهُ بالعصا يَلِثُه وَلْثاً أَي ضربه. وقال الأَصمعي في قوله إِذ أَغبط دين والث: أَساء رؤبة في هذا لأَنه ان ينبغي له أَن يؤكد أَمر الدَّين. وقال غيره: يقال دَيْنٌ والثٌ أَي يتقلده كما يتقلد العهد.
وهث: وهَثَ الشيءَ وَهْثاً: وطئه وطْأً شديداً. والوَهْثُ: الانهماك في الشيء. والواهثُ: الملقي نَفْسَه في الشيء، وفي المحكم: الملقي نفسه في هَلَكَةٍ. وتَوَهَّثَ في الشيء إِذا أَمعن فيه.
يفث: يافثُ: مِن أَبناء نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ وقيل: هو من نسله التُّرْكُ ويأْجوجُ ومأْجوجُ، وهم إِخوة بني سام وحام، فيما زعم النسابون. وأَيافِثُ: موضع باليَمَنِ، كأَنهم جعلوا كل جزء منه أَيفث، اسماً لا صِفة.
ينبيث: التهذيب في الرباعي: ابن الأَعرابي: اليَنْبِيثُ ضرب من سمك البحر. قال أَبو منصور: اليَنْبِيثُ، بوزن فَيْعيلٍ: غير البَيْنِيثِ؛ قال: ولا أَدري أَعَرَبيٌّ هو أَم دَخِيلٌ؟
ييعث: النهاية لابن الأَثير: في كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم: لأَقَوالِ شَبْوَةَ ذِكْرُ يَيْعُثَ، قال: هي بفتح الياء الأُولى، وضم العين المهملة، صُقْعٌ من بلاد اليمن جعله لهم. انتهى.
|