اشتهر هذا الكتاب باسم: «بداية المجتهد ونهاية المقتصد»، ويتناول مسائل الأحكام المتفق عليها والمختلف فيها بأدلتها، وينبه على نكات الخلاف فيها، ويتعرض الكتاب للمسائل المنطوق بها في الشرع، ويعرض -كذلك- للمسائل التي تتعلق به تعلقًا قريبًا، وهي المسائل التي وقع الاتفاق عليها، أو اشتهر الخلاف فيها بين الفقهاء من لدن الصحابة إلى أن فشا التقليد. ويذكر المصنف في الكتاب أسباب الخلاف وعلله ووجوهه، والكتاب ليس خاصًّا بالفقه المالكي فحسب بل تناول المذاهب الأخرى بالترجيح فيما بينها.
هذه رسالة تشتمل على شرح «99» حديثًا، من الأحاديث النبوية الجوامع، في أصناف العلوم، والمواضيع النافعة، والعقائد الصحيحة، والأخلاق الكريمة، والفقه والآداب، والإصلاحات الشاملة، والفوائد العامة، انتقاها المصنف بعناية من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وذكر جملة صالحة من أحاديثه الجوامع في المواضيع الكلية، وتكلم على مقاصدها وما تدل عليه على وجه يحصل به الإيضاح والبيان مع الاختصار.
يعد الكتاب مفيدًا في أحاديث الأحكام وأدلة المسائل الخلافية، صنفه صاحبه مرتبًا على الكتب والأبواب الفقهية، وذكر فيه الآثار المأثورة عن رسول الله في الأحكام التي يتوهم أن بعضها ينقض بعضًا، وبين ناسخها من منسوخها، ومقيدها من مطلقها، وما يجب به العمل وما لا يجب، مع سوق الآثار التي يتمسك بها أهل الخلاف، وبيان سندها ومتنها، وأقوال الصحابة والأئمة والعلماء فيها. وقد شرح الكتاب بدر الدين محمود بن محمد العيني (855هـ)، واعتنى بأسماء رجاله زين الدين المعروف بابن الهمام (661هـ) كما شرحه أبو الحسين محمد الباهلي (321هـ ).
هذا كتاب من أوائل كتب التفسير بالمأثور، جمع فيه مصنفه بين التفسير بالرواية والتفسير بالدراية، إلا أنه غلب الجانب النقلي على الجانب العقلي؛ ومن ثم عُد ضمن كتب التفسير بالمأثور، ويتخلص منهج المصنف فيه في أنه يسوق الروايات عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولا يعقب ذلك بالكلام على الأسانيد، ويروي أحيانا عن الضعفاء كالكلبي والسدي وغيرهما، ويتعرض للقراءات على قلة، ويحتكم في ذلك للغة أحيانا، ويقوم بشرح القرآن بالقرآن إن وجد من الآيات القرآنية ما يوضح معنى آية، وقد أورد في تفسيره بعض القصص الإسرائيلية، وقد اختلف في تسمية الكتاب بـ «بحر العلوم» حيث لم يذكر من ترجم لأبي الليث اسم «بحر العلوم» ضمن كتبه، وإنما يقولون: له «تفسير القرآن».